ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني
Forum Businessmen Palestinian
الرئيسية أخبار إقتصادية

تبعية شبه كاملة.. الصين تخنق أميركا في المعادن النادرة

تم النشربتاريخ : 2020-12-30

 

 

منذ أيام إدارة جيمي كارتر وأزمة النفط في السبعينيات، حاولت الولايات المتحدة الأميركية تحقيق استقلالها الطاقي. لكن أزمات النفط المتتالية، واضطراب أسعار النفط، والانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة، أظهر أن واشنطن لن تستطيع أبدا تحقيق الاستقلال الطاقي الحقيقي من خلال الاعتماد فقط على مصادر الطاقة الأحفورية.

وفي الوقت الذي يكتسب فيه الانتقال إلى الطاقة النظيفة والمتجددة زخما كبيرا، تواجه الولايات المتحدة معضلة أخرى تتمثل في تبعيتها بشكل شبه كامل تقريبًا للصين فيما يتعلق بالمعادن النادرة، التي تستخدمها لبناء أنظمة طاقة نظيفة.

توفر الصين 80% من احتياجات الولايات المتحدة للمعادن النادرة المستخدمة في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية، والطواحين الهوائية، وبطاريات السيارات الكهربائية، والهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب، وأنظمة الدفاع الوطني، والمعدات الطبية، وحتى في صناعة تكنولوجيا النفط والغاز. وهذه الوضعية تضع الولايات المتحدة في موقف خطر، خاصة في ظل التوترات التجارية القائمة بين البلدين بشكل متواصل. وفي ذروة الحرب التجارية السنة الماضية، أثارت زيارة الرئيس الصيني إلى مصنع مغناطيس المعادن النادرة شكوكًا حول إمكانية لجوء الصين إلى قطع الإمدادات من هذه المواد الحيوية عن الولايات المتحدة وما يمكن أن ينجم عن ذلك من شلل محتمل لقطاعات كبيرة من الصناعات. وبدأت الولايات المتحدة تشعر بقبضة الصين الخانقة على الصناعة في الوقت الذي يتهيأ فيه بايدن للدخول إلى البيت الأبيض، وتزيد احتمالات تنفيذ صفقته الخضراء الطموحة.

"وتُعرف المعادن النادرة بـ "فيتامينات الكيمياء" وهي مجموعة من العناصر المستعملة في تصنيع عدة تجهيزات باستعمال كميات محدودة ذات فعالية ناجعة. تُستخدم المعادن النادرة (مثل لانثانوم، نيوديميوم، براسيوديميوم، غادولينيوم، يوروبيوم) على نطاق واسع في تصنيع الهواتف الذكية، والبطاريات، والليزر، والمدافع الكهرومغناطيسية، وكذلك في تصنيع الصواريخ، وأجهزة استشعار الأسلحة المتقدمة، وتكنولوجيا التخفي، وتقنيات التشويش، وغير ذلك من التجهيزات الضرورية الحساسة.

استأثرت الصين بإنتاج أكثر من 90% من حاجيات العالم من هذه العناصر على مدى العقد الماضي، علما بأن هذه النسبة تراجعت إلى 71.4% العام الماضي."

ففي 2018، حددت هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية 35 معدنًا نادرا مهمًا لاقتصاد البلاد وأمنها القومي. وتعتمد أميركا بشكل كبير على واردات هذه المعادن، لأنها لا تنتج سوى عُشر إمدادات العالم، بينما تستورد نصف ما تستهلكه. وهذه التبعية المعمقة، تعكس ضعف الولايات المتحدة، وقد تزيد من هيمنة الصين في المستقبل.

من المتوقع أن تتضاعف صناعة المعادن النادرة العالمية من 8.1 مليارات دولار عام 2018 إلى 14.4 مليار دولار عام 2025، في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المركبات الكهربائية والهواتف المحمولة والشرائح الإلكترونية.

واستباقا لهذا النمو الهائل، تعهد بايدن بإنشاء أكثر من 500 ألف محطة شحن جديدة للسيارات الكهربائية بحلول 2030، التي يبلغ عددها حاليا 26 ألف محطة.